محمد عبد الكريم الشوبكي - ليس عبثا ان تحذر منظمة الصحة العالمية من خطورة استخدام الهواتف الخليوية على البيئة على المدى البعيد بغض النظر عن أية نتائج لأبحاث علمية . فقد سبق التحذير دراسات موسعة وعلمية ، حول تأثير ''الخليويات'' على صحة البشر، والكائنات الحية الأخرى .
فكما تشير الإحصائيات العالمية ،فان ما يزيد عن
بليون شخص يستخدم الهاتف الجوال حتى عام
005 ، والاستخدام في تصاعد طردي حتى يومنا هذا ، ومع هذا التزايد اتسعت الدراسات والأبحاث حول الـتأثيرات الصحية الناجمة عن (الأشعة الكهرومغناطيسية) التي تصدرها هذه الاجهزه .
وعلى ضوء هذه المخاوف تؤكد السلطات المعنية بخطورة هذه الأشعة في العالم خاصة في ألمانيا ، فرنسا ، واستراليا ، والسويد على الصحة وتنصح مواطنيها باتخاذ الإجراءات الوقائية لتخفيف خطورة هذه الأشعة عن طريق تجنب وضع الهاتف قريبا من أجزاء الجسد مثل الأذن او الرأس ، واختصار وقت المهاتفة بالحد الأدنى من الوقت اللازم وللضرورة فقط .
وقد بينت مئات الدراسات التي أجريت أن الأشعة المنبعثة من الهاتف الجوال (الكهرومغناطيسية) ، تمتصها أنسجة الجسم المنوعة ومن ذلك التأثير الحراري برفع درجة حرارة الخلايا خاصة الجلدية في منطقة الرأس مما يؤدي إلى استحثاث الدورة الدموية في الدماغ لمحاولة إعادة التوازن لحماية الدماغ ومن هنا تظهر أعراض الصداع ، واضطراب الذاكرة ، والانتباه ..
أما بالنسبة للعين فالقرنية لا تمتلك جهاز تنظيم الحرارة الناجمة عن هذه الأشعة وبالتالي فأن احتمال حصول اعتمام عدسة العين المبكـّر عالٍ. ومن المعروف أن هذه الموجات الكهرومغناطيسية حينما تكون ذات شدة عالية ، ولمدة زمنية طويلة فإنها تؤدي إلى ترشيح مادة ( ألبومين ) ) من الأوعية الدموية في الدماغ والذي بدوره يؤدي تسمم الخلايا العصبية .
وقد أكدت التقارير لدراسات عديدة أن الأشخاص الذين يستخدمون الهاتف الجوال بشكل كبير يعانون من أعراض ، التعب ، والإرهاق ، والصداع ، واضطراب النوم ، والدوخة ، وتدني القدرة على التركيز ، واضطراب قدرة الاستجابة الانعكاسية ( كردود الأفعال ) ، في مواجهة المخاطر المفاجئة ( مثل دعسة الفرامل أثناء القيادة ) وأعراض الخدران ، وحرقة الجلد في الرأس والأطراف والمعاناة من التوتر والقلق النفسي .
وتشير بعض الدراسات أن آثار هذه الأشعة تؤدي إلى اختلال الحمض النووي حينما يكون التعرض لفترة طويلة الأمد ( عشرات السنين ) او بكثافة عالية ، مما يؤدي إلى اختلال الكروموسومات وتغير انقسام الخلايا وبالتالي حصول الطفرة الجينية والتي من شانها ان تحدث اعتلالات مرضية ووراثية متعددة وخطيرة ، وان تجعل الأشخاص ذوي الخلفية الصحية الآيلة للوقوع في الأورام أكثر عرضة للإصابة خاصة أولئك اللذين هم اقرب وأكثر عرضة لهذه الأشعة الأشخاص الذين يعملون في ( أبراج التقوية والإرسال وأجهزة التصليح ) والذين يستخدمون الهاتف لأكثر من ساعة يوميا لمدة تزيد عن عشر سنوات ، وقد وجد أن أكثر الأورام ( ورم عصب السمعي) ، وأورام متعددة في غشاء الدماغ والنسيج الدماغي خاصة في الجهة التي يستخدم الشخص فيها الهاتف ، كما أكدت التقارير من أبحاث يابانية وسويدية واسترالية.
وحين دراسة تخطيط الدماغ (eeg) وجد بان هذه الأشعة تؤثر على اضطراب النوم من خلال تغيرات سلبية على مراحل النمو الأربع مما يؤدي إلى الأرق ،وعدم الشعور بالإشباع من النوم وتنصح هذه الأبحاث أن يكون الهاتف على مسافة بعيدة عن الشخص وهو نائم.
ومن خلال ذلك تنصح معظم الدراسات بالتقليل من استخدام الجوال ، وإبعاده عن الجسم بقدر الإمكان خاصة وان خطورة هذه الأشعة تتفاقم مع وجود أشعة أخرى موجودة في المؤسسة ، او منازلنا او في الأسواق مثل( أشعة الميكروويف ، والراديو) ، كأجهزة الإنذار ، والريموت ، وجهاز المحادثة بين شخصين ، وأجهزه تصوير الفيديو الأمني ، والتفتيش الالكتروني إضافة إلى الأشعة الكهرومغناطيسية المنبعثة من الاجهزه الكهربائية في منازلنا من راديو ، تلفزيون ، كمبيوتر ، فيديو ، جهاز الميكروويف ، وبعض أجهزة الإنارة ، وأجهزة الغسيل ، وأجهزة زيادة ضغط المياه والتي تصل مدى تأثيرها إلى خمسة أمتار مما يفاقم من الخطورة مؤدياً إلى الإسراع وتفاقم الأمراض والفتك بحياة الإنسان جسديا ونفسيا .
استشاري الأمراض النفسية والعصبية